وفيه كان البناء فِي القلعة والطارمة بجدٍّ وسهر واجتهادٍ عظيم. وبُني باب الميدان بأعمدةٍ كانت فِي القلعة، وعُمِل له حيطان هائلة العرض.
واقتسمت الأمراء عمله، وأقيم فِي زمنٍ يسير بهمّةٍ عالية وسرعة زائدة [1] .
وفي ربيع الأول خطب أمير المؤمنين الحاكمُ بأمر اللَّه يوم الْجُمُعَة بجامع قلعة الجبل خطبة جهاديّة، فقيل هِيَ التي لَقَّنَه إيّاها شيخنا شرف الدّين ابن المَقْدِسيّ [2] .
وفيه ولي خطابة دمشق الشيخ عزّ الدين أحمد ابن الفاروثيّ، وخرج بعد يوم بالنّاس إلى الصَّحراء للاستسقاء. وحضر الشُّجاعيّ النّائب ماشيا إلى مَيْدان الحصى. وذلك فِي وسط آذار. وبعد يومٍ أو يومين حصل للغوطة صقْعةٌ شديدة أعطبت الصّحراء والثّمار ولم يُعْهَد مثلُها من نيِّفٍ وعشرين سنة [3] .
وفي يوم الإثنين بعد جمعة خرج الناس أيضا للاستسقاء إلى قريب مسجد القدم وخطب الفاروثيّ، ومشى إلى ثَمّ نائب السَّلْطنة الشُّجاعيّ والجيش والخلائق وابتهلوا إلى اللَّه، ثُمَّ رزق اللَّه الغيثَ وجاءت الرحمة [4] .