وفيها قدِم عكّا طائفةٌ من الفرنج غُتْمٌ، فثاروا بها، وقتلوا من بها من التّجّار المسلمين [1] .
ودرّس بالرّواحيّة البدر أَحْمَد بْن ناصر الدّين المقدسيّ المشنوق بعد والده، ولم يكن أهلا لذلك، بل فعلوا ذَلِكَ تطييبا لقلبه [2] .
وفي شوّال توجّه الأمير المُشدّ شمس الدّين الأعسر إلى وادي مربّين [3] من البقاع لقطع الأخشاب للمجانيق، فقطع منها ما يحار فِيهِ النّاظر من عِظَمه وطُوله، وجرّها إلى دمشق، وسُخّرت الأبقار والرّجال، وقاسي الخلْق مَشَاقًا لا توصف [4] . وهي خشب صَنَوْبر، غرِم عَلَى كلّ عُودٍ منها جملة، حتّى قَالَ من لَهُ خبرة من وُلاة النّواحي: ناب العود منها خمسون ألفا [5] .