فيها ظهر للنّاس موت الطّاغية هولاكو.
وفيها سُمِّر على الْجِمال أحدٌ وعشرون نفسا من مُقدَّمي العُربان بالشّرقيّة من ديار مصر، وسُيّروا مُسَمَّرين إلى بلادهم فماتوا.
وفي أوّل شعبان برز السّلطان من مصر لقصد صفَد، فنزل عين جالوت بعد أن زار الخليل عليه السّلام، وجلس على سِماطه وأكل العَدْس حتّى شبِع، وفرَّق مالا جليلا في أهل بلد الخليل وفي الفقراء. وتوجَّه إلى القُدس الشَّريف، وبَلَغه أنّ العادةَ جاريةٌ بأن يؤخذ من اليهود والنّصارى حقوقٌ على زيارة مغارة الخليل عليه السّلام، فأنكر ذلك، وكتب به توقيعا قاطعا، واستمرّ منعهم وإلى الآن، فاحمد للَّه [1] .
وجهّز الأمير سيف الدّين قلاوون الألْفيّ، والأمير جمال الدّين أيْدغْديّ العزيزيّ للإغارة على بلاد السّاحل، فأغاروا على بلاد عكّا، وصور، وطرابُلُس، وحصن الأكراد، فغنموا وسبوا ما لا ينحصر [2] .