ثمّ نزل السّلطان على صفد [1] في ثامن رمضان ونُصِبت المجانيق وآلات الحصار ووقع الجدّ والحصار والقتال، ونصبت السّلام على القلعة وسلّطت النّصوب على الأساس واشتدّ المراس، وصبر الفريقان على الباس. والسّلطان مباشرٌ ذلك بنفسه، فذلّ أهل الحصن، وطلبوا الأمان والإيمان، فأَجْلَسَ السّلطانُ في دَسْت المملكة الأمير سيف الدّين كرمون، وكان يشبه الملك الظّاهر، فنزلت رُسُلهم فاستحلفوه، فحلف لهم وهم لا يشكّون أنّه السّلطان.
وكان في قلب الملك الظّاهر منهم لِما فعلوه بالمسلمين.
فلمّا كان في يوم الجمعة ثامن عشر شوّال طلعت أعلام السّلطان على صفد، وأنزل من بها من الدّيويّة وغيرهم. وكان قد وقع الشّرط على أنّهم لا يأخذون شيئا من أموالهم، فاطّلع عليهم أنّهم أخذوا شيئا كثيرا، فأمر السّلطان