النّاصر فِي عسكر قليل، منهم أخوه الملك الظّاهر، والملك الصّالح ابن صاحب حمص، والأمير شهاب الدّين القَيْمُرِي، فتوجّهوا إلى تيه بني إسرائيل، وخاف من المصريّين [1] .
ووصلت عساكر التّتار إلى غزّة واستولوا على الشّام إلّا المعاقل والحصون، فإنّ بعضها لم يستولوا عليه.
وحاصروا قلعة حلب أيّاما، واستعانوا بمن بقي من أهل البلد يتترّسون بهم، ثمّ تسلّموها بالأمان [2] .
وأمّا قلعة دمشق فشرعوا فِي حصارها وبها الأمير بدر الدّين مُحَمَّد بن قراجا [3] ، وأحاط بها خَلْقٌ من التّتار، وقطّعوا الأخشاب، وأتوا بالمجانيق معهم، ونصبوا عليها أكثر من عشرين منجنيقا، وأصبحوا يُلحون بها على برج الطّارمة، فطلب أهلها الأمان فِي آخر النّهار ما تشقّق البُرج، وخرجوا من الغد.
ثمّ أخذت التّتار جميع ما فيها، وسكنها النّائب كتبُغا، وخرّبوا شرفاتها إلى بانياس [4] .