وأمّا الفِرقة الّتي طلبت حَوْران أولا فامتدّوا إلى نابلس وتلك النّواحي، فأهلكوا الحْرث والنّسل، وبذلوا السّيف فِي نابلس، وقدِموا إلى دمشق بالسبْي، فكان النّاس يشترونهم ويستفكّونهم منهم بالدّراهم المعدودة لكثرة من فِي أيديهم من السبْي [1] .
ثمّ ظفروا بالملك النّاصر، وسلم نفسه إليهم بالأمان، فمرّوا به على دمشق، ثمّ ساروا به إلى هولاكو، فأحسن إليه وأكرمه، ورعى له مجيئه إليه، وبقي فِي خدمته هُوَ وجماعة من أهله [2] .
وفي جُمادى الأولى طافوا بدمشق برأس الشهيد الملك الكامل صاحب ميّافارقين الَّذِي حاصره التّتار سنة ونصفا، وما زال ظاهرا عليهم إلى أن فني أهل البلد لفناء الأقوات [3] .
وأمّا القاضيان محيي الدّين ابن الزّكيّ، وصدر الدّين ابن سنِي الدّولة فذهبا إلى هولاكو ثمّ رجعا، وانقطع الصدْر ببَعْلَبَكَّ مريضا ومات [4] .