دمشق وزال ملكه [1] . وكانت رُسُل التّتار يومئذٍ بِحَرَستا فدخلوا دمشق، وقُرِئ فرمان الملك بأمان أهل دمشق وما حولها. ووصل نائب هولاكو على دمشق فِي ربيع الأوّل فلقيه كبراء البلد بأحسن مَلْقى. وقرِئ الفَرَمان. وجاءت التّتار من جهة الغوطة مارّين من شرقيّها إلى الكسْوة [2] .
وبعد أيّام وصل منشور من هلاوون للقاضي كمال الدّين عمر التّفليسيّ بقضاء الشّام، وماردين، والموصل، وبنظر الأوقاف والجامع. وكان نائبا للقاضي صدر الدّين ابن سَنِي الدّولة [3] .
وأمّا حماه فكان صاحبها المنصور قد تقهقر إلى دمشق فنزل بَرزة. فجاء إلى حماه بطاقة برواح حلب، فوقع فِي البلد خَبْطةٌ عظيمة، وخرج أهلها على وجوههم، وسافر بهم الطّواشيّ مرشد. ثمّ بقي بها آحاد من الأعيان، فتوجّهوا إلى حلب بمفاتيح البلد، وطلبوا عطف هولاكو عليهم وأن ينفد إليهم شِحْنة، فسيّر إليهم خُسْرُوشاه، رجلٌ أعجميّ [4] فقدِمَها وأمّن الرعيّة. وكان بقلعتها الأمير مجاهد الدّين قَيماز، فدخل فِي طاعته [5] .
وسار الملك النّاصر ومعه صاحب حماه والأمراء نحو غزّة، ثمّ سار إلى قَطية [6] ، فتقدّم صاحب حماه بجمهرة العساكر والجفّال ودخل مصر. وبقي