فارس، وجهازها وثَقْلها على ألف جَمَل، ومحفتُها بأطلس مُكلله بالجوهر والذهَب، فبُسِطَت البُسُط بين يدي دابّتها، وكان يوما مشهودا، وعُمِلَ لها عُرسٌ لم يُسمع بِمِثْلِهِ من الأعمال بدمشق. وهي بِنْت ابنة السُّلطان العادل [1] .
وفيها تقرّر الصُّلح بين المصريّين والسُّلطان الناصر على أن تكون للمصريّين غزَّة، والقدس، وحلفوا على ذلك [2] .
وقُطع بمصر خُبز الأمير حسام الدّين بن أَبِي عليّ، فاستأذن فِي المُضي إلى الشّام، فأذِن له، فقدِم على النّاصر فاحترمه وأعطاه خُبزًا جليلا [3] .
وعظُم الفارس أقطاي الْجَمَدار [4] بمصر، وكان يركب بشاويش وعَظَمةٍ، والتفّت عليه البحريّة والْجَمْداريَّة. وكانوا فِي نيّة سلطنته. ونزل رُكْن الدّين بَيْبَرْس البُنْدُقداري ببعض دار الوزارة، وصار من كبار أمراء الدّولة، وكذلك سيف الدّين بَلبَان الرشِيدي، وشمس الدّين سُنْقُر الرُّومي، وشمس الدّين سُنْقُر الأشقر، وعزّ الدّين الأخرم، وهم من حزب الفارس. والملك خائف من ثورتهم، وكانت النّاصريّة والعزيزيّة من حزبه، فأخذوا فِي الحيلة على إهلاك الفارس [5] .
وكانت الوقعة الجمعة، وخرج من دمشق ركُبٌ عظيم وسبيل كثير.