وقيل إنّ النّاصر كتب إلى فخر الدّين وهو مُنازِله:
غدوتُ [1] عَلَى قيسٍ لخفْر جِواره ... لأمنعَ عِرْضي إنّ عِرْضي ممنَّع [2]
وكان الأمير حسام الدّين بْن أَبِي عليّ بدمشق فسار إلى بَعْلَبَكّ وتسلَّم قلعتها باتّفاقٍ من السّاماني [3] مملوك الصّالح إِسْمَاعِيل، وكان واليها، وبعث عيال إِسْمَاعِيل إلى مصر [4] .
وتسلَّم نوّاب الصّالح نجم الدّين بُصْرَى، وكان بِهَا الشّهاب غازي، فأعطوه حَرَسْتا [5] القنطرة بالمَرْج [6] .
وفي ربيع الآخر وصل الصّالح إِسْمَاعِيل بطائفةٍ من الخَوارزميّة أميرهم كشلوخان إلى حلب، ولم يبق للصّالح مكانٌ يلجأ إِلَيْهِ، فتلقّاه صاحب حلب النّاصر يوسف [7] فأنزله فِي دار جمال الدّين [8] الخادم، وقبض على كشلوخان