فلمّا طال الأمر فُتحت دمشق فِي جُمادى الأولى [1] .
قَالَ سعد الدّين الْجُوَينيّ: كَانَ أمين الدّولة فِي أيّام الحصار يشتغل بالطّلاسم والسِّحر، عمل خيلا من خشب ووجوهها مقلوبة إلى أذنابها، ودفنها بظاهر البلد، وعمل ثورا من عقاقير، ووضعه عَلَى منارة الجامع، ووضع فِيهِ النّار، فلم يُغْنِ شيئا.
قَالَ ابن الجوزيّ [2] : وبعث أمين الدّولة السّامِريّ إلى ابن الشَّيْخ يطلب منه شيئا من ملبوسه، فبعث إِلَيْهِ بفَرجِيّة وعِمامة ومنديلٍ فلبسها، وخرج إِلَيْهِ بعد العشاء، وتحدَّث معه ساعة، ثمّ عاد إلى البلد. ثمّ خرج مرّة أخرى فوقف [3] الحال، وخرج الصّالح وصاحب حمص إلى بَعْلَبَك وسلّموا البلد، ودخل من الغد معين الدّين ابن الشّيخ دمشق [4] .
وكان المغيث ابن الصّالح نجم الدّين قد مات بحبس القلعة ودُفِن عند جدّه بالكامليّة.
وكان معين الدّين حَسَن السّياسة، فلم يمكِّن الخَوارزميّة من دخول البلد خوفا أن ينهبوها [5] .
ثمّ حضر الوزير السّامريّ تحت الحوطة إلى مصر [6] .
وأمّا الخَوارزميّة فلم يطَّلعوا عَلَى الصُّلح، فرحلوا إلى داريّا ونهبوها،