قِيلَ: فِي أوّلها وصل الصّاحب معين الدّين ابن شيخ الشّيوخ بالجيوش والخُوارزمية فنازل دمشق وضايقها، وزحفوا عَلَى البلد من نواحيه، فلمّا كَانَ يوم ثامن المحرَّم بعث الصّالح إِسْمَاعِيل إلى معين الدّين سجّادة وإبريقا [1] وعُكّازًا وقال: اشتغالك بهذا أَوْلَى. فبعث إِلَيْهِ المعين بجِنْكٍ [2] وزَمْرٍ وغُلالة حريريّ وقال: ما بعثتَ بِهِ يصلُحُ لي، وهذا يصلُحُ لك [3] .
ثمّ أصبح فزحف عَلَى دمشق ورموا النّيران فِي قصر حَجّاج، ورموا بالمجانيق، وكان يوما عظيما. وبعث الصّالح النّفْطيّة فأحرقوا جَوْسَق [4] العادل والعُقَيْبَة، ونُهِبت بيوت النّاس ورُمُوا عَلَى الطُّرُق [5] .
ودام الحصار فِي ربيع الأوّل، فخرج الملك المنصور صاحب حمص من عند الصّالح فاجتمع ببركة خان مقدّم الخَوارزميّة ثمّ عاد [6] .