ستمائة فارس، لأنَّ الخليفة كَانَ قد سيَّر إلى الشّام مالا يستخدم بِهِ جيشا لحرب التتارِ، فدخلها فِي شوّال، ودخل بعده الملكُ المظفَّر عُمَر، والملك السّعيد غازي ابنا الملك الأمجد صاحب بَعْلَبَكَّ، ومعهما عساكر نفَّذهُم الكاملُ [1] .
وفيها كَثُرتِ الصّواعقُ ببغداد فِي تشرين الأول، فوقَعَت صاعقةٌ عَلَى راكبِ بغلٍ ظاهر السّور فأهلكتهما وأخرى فِي بيتِ يهوديّ، وأخرى عَلَى نخلة بالمُحوَّلِ، وأخرى فِي ساحةِ المستنصريَّة، الكلُّ فِي ساعة [2] .
وفيها قَدِمَ بغداد الرّسولُ من ملكَة الهند بنتِ السّلطان شمس الدّين ايتامش مملوك السّلطان شهاب الدّين الغُوريّ. وسببُ ملكِها أنَّ أخاها ركنَ الدّين تملَّكَ فِي السّنة الماضية بعدَ والده، فلم يَنْهَض بتدبير الرعيّة، وتفرَّقت عَلَيْهِ عساكره.
فقبَضَتْ عَلَيْهِ أخته هذه، وملكت، وأطاعها الأمراء، ولُقّبَت رضيّة الدُّنيا والدّين [3] .
وفيها وَلِيَ قضاء دمشق شمسُ الدّين أَحْمَد الخُوَيّي، وهو أوّل قاضٍ رتَّبَ مراكزَ الشّهود بالبلد. وكان قبلَ ذَلِكَ يذهب النّاسُ إلى بيوت العُدول يشهِّدونهم [4] .
ولم يحجَّ أحدٌ أيضا فِي العام من العراق بسبب كسرة التتارِ لعسكرِ الخليفَة، وأَخْذِ إرْبِل فِي السّنة الماضية [5] .