فيها اختلفتِ العساكُر الخُوارزميَّة الذين من جيش [1] الصّالح نجم الدّين أيّوب عَلَيْهِ، وهمُّوا بالقبضِ عَلَيْهِ، فهربَ إلى سنْجار، وتركَ خزائنه فنهبتها الخُوارزميَّة. فلمَّا صار فِي سنجار، سارَ إِلَيْهِ بدرُ الدّين صاحبُ المَوْصِل وحاصَرَه. فطلبَ منه الصُّلح فأبى. فبعثَ الملكُ الصالحُ قاضي سِنجار بدر الدّين وحلق لِحيتَهُ ودلَّاهُ من السُّورِ، فاجتمع بالخُوارزميَّةِ وشَرَطَ لهم كُلَّ ما أرادوا.
فساقوا من حرّان بسرعة فكبسوا بدر الدّين، فهربَ عَلَى فرسِ النَّوبة، وانتهبوا خزائنه وثقله، واستَغْنَوْا [2] .
وفيها أخذ أسدُ الدّين صاحب حِمْص عانة من صاحبها صُلْحًا، واحتوى عليها، وجعل لَهُ بها واليا من البلد [3] .
وفيها وصلَ إِبْرَاهِيم بْن الأمير خضِرِ بْن السُّلطان صلاح الدّين إلى بغداد في