وفيها بنيت دار الحديث الكامليَّة بينَ القَصْرَيْن، وجُعِلَ أبو الخطّاب ابنُ دِحية شيخَها [1] .
وفيها قَدِمَ الملكُ المسعود أقسيس على أبيه الكامل، من اليمن، طامعا في أخْذ الشّام من عمّه المعظُّم. وقدَّم لأبيه أشياءَ عظيمة منها: ثلاثةُ فَيِلة، ومائتا خادم [2] .
قال ابن الأثير [3] : وفيها عادت التّتارُ من بلاد القَفْجَاق، ووصلت إلى الرَّيّ، وكان من سَلِمَ من أهله قد عمَّروها، فلم يشعروا إلّا بالتّتر بغتة، فوضعوا فيهم السّيفَ، وسَبَوْا، ونهبُوا، وساروا إلى سَاوَةَ، ففعلوا بها كذلك، ثمّ ساروا إلى قُمَّ وقاشان، وكانت عامرة، فأخذوها، ثمّ وصلوا إلى هَمَذَانَ فقتلوا أهلَها، ثمّ ساروا إلى تِبريز، فوقع بينهم وبين الخُوارزميَّة مَصَافٌّ [4] .
وفيها سار غياث الدّين محمد بن السُّلطان علاء الدِّين محمد خُوارزم شاه إلى بلاد فارس، فلم يشعر صاحبُها أتابِك سعدٌ إلّا بوصوله، فلم يتمكّن من الامتناع، واحتمى بقلعة إصْطَخْرَ، فملك غياثُ الدِّين شيراز بلا تعب، وأقام بها، واستولى على أكثر بلاد فارس، وبقي لسعد بعض الحصون،