وفيها حُمِلَ إِلى إرْبِل خَرُوف وَجْهُهُ وجه آدميّ، وتعجّبَ النَّاسُ منه [1] .
وفيها اتّفق علاء الدّين صاحبُ مَرَاغة ومظفَّر الدّين صاحب إرْبِل عَلَى قَصْد أذربيجان وأخْذها، لاشتغال ابن البهلوان بالخُمور، وإهماله أمر المملكة، فسارا نحو تِبْريز، وطلبَ صاحبُها النّجدة من مملوك أَبِيهِ آيدغمش صاحب الرَّيّ وأصبهان، وكان حينئذٍ ببلاد الإِسماعيلية، فَنَجَده، ثُمَّ أرسلَ إِلى صاحب إرْبِل يَقُولُ: إنّا كُنّا نسمع عنك أنّك تحبّ الخير والعلم، وكُنّا نعتقد فيك، والآن قد ظهر لنا ضدّ ذَلِكَ لقصْدك قتال المسلمين، أما لك عقلٌ تجيء إلينا وأنت صاحب قرية، ونحن لنا من بَاب خُراسان إلى خِلاط وإرْبِل، ثُمَّ قُدِّر أنّك هَزَمت هذا السلطان، أما تعلم أنّ لَهُ مماليك أَنَا أحدُهم؟ فلمّا سَمِعَ مظفَّر الدّين ذَلِكَ عادَ خائفا. ثُمَّ قصد آيدغمش وابن البهلوان مَراغة وحاصروها، فصالحهم صاحبُها عَلَى تسليم بعض حصونِهِ، وداهنَ [2] .
وفيها سارَ المَلِك آيدغمش إِلى بلاد الإسماعيلية المجاورة لقزوين، فقتل وأسرَ ونهبَ، وحاصرهم فافتتح خمس قلاع، وصَمَّمَ عَلَى حصار الألمُوت واستئصال شأفتهم [3] .