وفيها توجّه ناصر الدّين الأرتقيّ صاحب ماردين إِلى خِلاط بمكاتبة أهلها، فجاء المَلِك الأشرف موسى فنازل دُنَيْسر، فرجعَ ناصر الدّين إِلى ماردين بعد أن خسر مائة ألف دينار، ولم ينل شيئا [1] .
وفيها سَلَّم خُوارزم شاه مُحَمَّد إِلى الخطا تِرْمذ، فتألَّم الناس من ذَلِكَ، ثُمَّ بانَ أنَّه إنّما فعل ذَلِكَ مكيدة ليتمكّن بذلك من مُلْك خُراسان، لأنّه لَمّا ملكَ خُراسان قصدَ بلاد الخطا وأخذها واستباحها وبَدَّعَ [2] .
وفيها قَصَدت الكُرْج أعمال خِلاط فقتلوا وأسروا وبَدَّعوا، فلم يخرج إليهم عسكر خِلاط، لأنّ صاحبَها صبيّ، فلمّا اشتد البلاء عَلَى المسلمين تناخوا، وحَرَّض بعضُهم بعضا، وتَجَمَّعت العساكر والمُطّوعة، وعملوا مصافّا مَعَ الكُرْج، وأمسكوا عَلَى الكُرْج مضيق الوادي، فقتلوا فيهم قتلا ذَرِيعًا، وبعد ذَلِكَ تزوّج صاحب أذربيجان أبو بكر ابن البهلوان بابنة مَلِك الكُرج، لأنّ الكُرج تابعت الغارات على بلاده، فهادنهم [3] .