فيها استوزر الخليفة الوزيرَ نصيرَ الدين ناصرَ بْن مهديّ العلويّ الحَسَنيّ، وخلع عَلَيْهِ خلعة الوزارة، فركب وبين يديه دواة عليها ألف مثقال، ووراءه المهد الأصفر وألوية الحمد والكوسات، والعهد منشور قُدّامه، والأمراء بين يديه مُشاة [1] .
وفيها هرب الوزير أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن حَدِيدَة الأنصاريُّ المعزول من دار الوزير نصير الدين بْن مهديّ، وكان محبوسا عنده ليعذّبه ويصادره، فحلقَ لِحْيته ورأسَهُ وهَرَب، فلم يظهر خبرُه إلّا من مراغة بعد مدَّة، وعاد إِلى بغداد [2] .
وفيها أغار ابن لاون الأرمنيّ عَلَى حلب، واستباح نواحي حارِم، فبعثَ الملكُ الظاهرُ غازي إِلَيْهِ جيشا، عليهم ميمون الكُرديّ، فتهاون، فكَبَسهم ابن لاون، وقتل جماعة من العسكر، وثبت أيبك فُطَيْس، وبلغَ الخبر الملكَ الظاهر فخرجَ وقصدَ حارم، فهرب ابن لاون إِلى بلاده [3] .