وفيها أُخِذت العملة المشهورة من مخزن الأيتام بقَيْسارية الفرش لأيتام الأمير سيف الدّين بن السّلّار، ومبلغها ستَّة عشر ألف دينار. وبقيت سِنين، ثمّ ظهرت على ابن الدُّخَيْنَة، وقد حُبِس بسببها جماعة.
وَفِي رمضان توجّه أسطول الفِرنج- لعنهم اللَّه- من عكّا في البحر عشرون قطعة، ودخلوا يوم العيد من فم رشيد فِي النّيل إِلَى بُليدة فُوَّه [1] ، فنهبوها واستباحوها ورجعوا، ولم يتجاسروا على هَذَا منذ فُتِحت ديار مصر [2] .
وقد دخلوا من عند دِمياط فِي النّيل أيضا فِي سنة سبْعٍ وستّمائة إِلَى قرية نورة، ففعلوا نحو ذلك.
وفيها نزل صاحب سيس على أنطاكية وجدّ في حصارها، فخرج صاحب حلب وخيَّم على حارم، فخاف صاحب سيس على بلاده، وترحَّل. ثُمَّ بعد أيّام هجم أنطاكية بمواطأةٍ من أهلها، فقابله البرنْس ساعة، ثُمَّ التجأ إِلَى القلعة، ونادى بشعار الملك الظّاهر، وسرّح بِطاقةً إِلَى حلب، فَنَجَده صاحب حلب، فبلغ ذلك صاحبَ سيس، ففرّ إلى بلاده.