وفيها أقبلت الفرنج من كلّ فجّ عميق لعكّا قاصدين على قصد بيت المقدس، فخرج العادل ونزل على الطُّور، وجاءته النَّجدة من الأطراف، وأقبلت الفرنج تُغِير على بلاد الْإِسْلَام وتأسر وتسبي. واستمرّ الحال على ذلك شُهورًا [1] .
وأمّا القسطنطينيّة فلم تزل بيد الروم من قبْل الْإِسْلَام، فلمّا كان فِي هَذَا الأوان أقبلت الفرنج فِي جمْعٍ عظيم ونازلوها إِلَى أن ملكوها [2] .
قال ابن واصل [3] : ثُمَّ لم تزل فِي أيدي الفرنج إِلَى سنة ستّين وستّمائة، فقصدتها الروم وأخذوها من أيدي الفِرنج [4] ، فهي بأيديهم إِلَى الآن، يعني سنة بضْعٍ وسبعين وستّمائة [5] .
وفيها ظفر متولّي واسط برءوس الباطنيَّة مُحَمَّد بِن طَالِب بْن عُصَيَّة ومعه طائفة، فقُتِلوا بواسط وللَّه الحمد. وكانوا أربعين نفسا [6] .