وتُوُفّي ناصر الدّين مُحَمَّد بْن أسد الدّين صاحب حمص، فأنعم بها السّلطان عَلَى ولده الملك المجاهد أسد الدّين شِيركُوه بْن مُحَمَّد. وسِنُّه يومئذٍ ثلاث عشرة سنة، وامتدَّت أيّامه [1] .
وأمّا أَهْل خِلاط فإنّهم اصطلحوا مَعَ البهلوان مُحَمَّد [2] ، وصاروا من حزبه.
قَالَ ابن الأثير [3] : وفيها ابتداء الفتنة بَيْنَ التُّركمان والأكراد بالموصل، والجزيرة، وشهرزور، وأَذَرْبَيْجان، والشّام. وَقُتِلَ فيها منَ الخلق ما لا يُحصى، ودامت عدَّة سِنين. وتقطّعت الطُّرُق، وأُرِيقت الدّماء، ونُهِبت الأموال.
وسببها أنّ تُرْكُمانيَّة تزوَّجت بتُركمانيّ، فاجْتازوا بأكرادٍ، فطلبوا منهم وليمة العُرْس، فامتنعوا وجرى بينهم خصام آلَ إلى القتال، فَقُتِلَ الزّوج،