وأصبحنا ركِبْنا عَلَى خيرة اللَّه، فعرض دون الدّخول عددٌ من الرجال، فَدَعَسَتْهم [1] عساكرنا المنصورة وصَدَمتهم، ودخلنا البلد، واستقرّت بنا دار ولدنا، وأَذَعْنا فِي أرجاء البلد النّداء بإطابة النّفوس وإزالة المُكُوس، وكانت الولاية فيهم قد ساءت وأسرفت وأجحفت، فشرعنا فِي امتثالنا أمَر الشَّرْع [2] .
ثمّ نازل صلاح الدّين بحمص، ونصبت المجانيق عَلَى قلعتها حتّى دكّتها [3] .
وسار إلى حماه، فَمَلَكَها فِي جُمادى الآخرة [4] .
ثمّ سار إلى حلب، وحاصرها إلى آخر الشّهر، واشتدّ عَلَى الصّالح إِسْمَاعِيل بْن نور الدّين بها الحصار، وأساء صلاح الدّين العشرة في حقّه، واستغاث الصّالح بالباطنيَّة، ووعدهم بالأموال، فقتلوا الأمير ناصح الدّين خُمارتِكِين وجماعة، ثمّ قتلوا عن آخرهم [5] .