فيها واقع غلمان الخليفة العيَّارين بالدُّجَيْل، وَقُتِلَ كثير منهم، وجاءوا برءوسهم، وأُخِذَ قائدهم، ثمّ صُلِب ببغداد وتسعة من اللُّصُوص [1] .
وفيها صُودِر الأمير قيْماز ببغداد، وأخذ منه ثلاثون ألف دينار، وانكسر بذلك [2] .
وفيها كَانَ مسير أسد الدّين إلى مصر المسير الثّالث، وذلك أنّ الفرنج قصدت الدّيار المصريَّة فِي جَمْعٍ عظيم، وكان السّلطان نور الدّين فِي جهة الشّمال ونواحي الفُرات، فطلعوا عَلَيْهِ من عسقلان، وأتوا بلْبِيس فحاصروها، وملكوها، واستباحوها، ثمّ نزلوا عَلَى القاهرة، فحاصروها، فأحرق شاور مصرَ خوفا من الفرنج، فلمّا ضايقوا القاهرة بعث إلى ملكهم يطلب الصُّلح عَلَى ألف ألف دينار، يعجِّل لَهُ بعضها. فأجابه بِهِ ملك الفرنج مُرّي [3] إلى ذَلِكَ، وحَلَف لَهُ، فحمل إِلَيْهِ شاور مائة ألف دينار وماطَلَه بالباقي [4] .