[مقتل صاحب الغور]

وفيها قتل صاحب الغور سيف الدِّين مُحَمَّد [1] .

[نجاة نور الدِّين عند حصن الأكراد]

وفيها جمع نور الدِّين جيشه، وسار لغزو الفرنج، ونزل تحت حصن الأكراد ومن عزْمه محاصرة طرابُلُس، فتجمعت الفرنج وكبسوا المسلمين، فلم يشعر التُّرْك إلّا بظهور الصُّلْبان من وراء الجبل، فبعثوا إلى نور الدِّين يعرّفونه، وتقهقروا فرهقتهم الفرنج بالجملة فهربوا، والفرنج فِي أقْفية التُّرْك، إلى المخيم النُّوريّ، فلم يستمكن المسلمون من الأُهْبة، فوقع فيهم القَتْل والأسْر، وقصدوا خيمة السّلطان نور الدِّين وقد ركب فرسه، وطلب النّجاة، فلدهْشته ركب والشَّبْحة فِي رِجْل الفَرَس، فنزل كُرْديّ فقطعها، فنجا نور الدِّين، وَقُتِلَ ذلك الكُرْديّ. ونزل نور الدِّين على بُحَيْرة حمص وقال: والله لا أستظلّ بسقْفٍ حَتَّى آخذ بالثأر. وأحضر الأموال والأمتعة، ولَمَّ شعث عساكره [2] .

[القضاء على بني أسد]

وفيها أمر المستنجد بقتال بني أسد أصحاب الحِلَّة وإجلائهم عن العراق، فتجمَّع لحربهم عدَّة أمراء وخلْق من العسكر، فخُذِلت بنو [3] أسد وزالت دولتهم، وَقُتِلَ منهم نحو أربعة آلاف، وتفرّق الباقون، وقُطِع دابرهم.

ولم يبق فِي هذا الوقت أحد يعرف بالعراق من الأسديّين [4] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015