وقدِم سلاركُرْد عَلَى شِحْنكيَّة بغداد، وخرج بالعسكر لحرب عليّ بْن دُبَيْس، فالتقوا، ثمّ اندفع عليّ إلى ناحية واسط، ثمّ عاد وملك الحِلَّة [1] .
وباشر قضاءَ بغداد أبو ألوفا يحيى بْن سعيد بْن المرخّم في الدَّسْت الكامل، عَلَى عادة القاضي الهَرَويّ.
وكان أبو ألوفا بئس الحاكم، يرتشي ويُبْطِل الحقوق [2] .
وفي رمضان برز إسماعيل بْن المستظهر أخو الخليفة من داره إلى ظاهر بغداد، فبقي يومين، وخرج متنكِّرًا، عَلَى رأسه شَكَّة، وبيده قَدَحٌ، عَلَى وجه التنزّه، فانزعج البلد، وخافوا أن يعود ويخرج عليهم، وخاف هُوَ أن يرجع إلى الدّار، فاختفى عند قومٍ، فأذِنوا لَهُ، فجاء أستاذ دار والحاجب وخدموه وردّوه [3] .
وفيها سار نور الدّين محمود [4] بْن زَنْكيّ صاحب حلب يومئذٍ ففتح أَرْتاح [5] ، وهي بقرب حلب، استولت عليها الفرنج، فأخذها عَنْوَةً. وأخذ ثلاثة حصون صغار للفرنج، فهابتْه الفرنج، وعرفوا أنّه كبس نطّاح مثل أبيه وأكثر [6] .