وفي رَجب قدِم السّلطان مسعود، وعمل دار ضَرْبٍ، فقبض الخليفة عَلَى الضّرّاب الّذي تسبّب في إقامة دار الضَّرب، فنفذ الشَّحنة وقبض عَلَى حاجب الخليفة، وأربعةٍ من الخواصّ، فغضب الخليفة، وغلّق الجامع والمساجد ثلاثة أيّام، ثمّ أُطلق الضّرّاب، فأطلقوا الحاجب، وسكن الأمر [1] .
ووقع حائط بالدّار عَلَى ابْنَة الخليفة، وكانت تصلح للزَواج، واشتدّ حُزنهم عليها، وجلسوا ثلاثة أيّام [2] .
وفي ذي القعدة جلس ابن العبّاديّ الواعظ، فحضر السّلطان مسعود، فعرَّض بذِكر حقّ البيع، وما جرى عَلَى النّاس، ثمّ قَالَ: يا سلطان العالم: أنت تَهَبُ في ليلةٍ لمطربٍ بقدْر هذا الّذي يوجد من المسلمين، فاحسبني ذَلكَ المطرب، وهَبْه لي، واجعله شُكرًا للَّه بما أنعم عليك! فأشار بيده: إنّي قد فعلت، فارتفعت الضّجَّة، بالدّعاء لَهُ، ونودي في البلد بإسقاطه، وطيف بالألواح الّتي نُقِش عليها تَرْك المُكُوس في الأسواق، وبين يديها الدّبادب والبُوقات، إلى أن أمر النّاصر لدين اللَّه بقلْع الألواح، وقال: ما لنا حاجة بآثار الأعاجم [3] .
وحجّ الوزير نظام الدّين بْن جَهِير.