في ما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشّافعيّ جمهور العلماء، وما انفرد به كل واحدٍ منهم، ولم يُسبق إلى ما قاله.

ومن أشعاره:

هل الدَّهر إِلَّا ما عرفْنَا [1] وأدركْنا ... فجائِعُهُ تَبْقَى ولذّاته تَفْنَى [2]

إذا أَمْكَنَتْ فيه مَسَرَّةُ ساعةٍ ... تَوَلَّت كَمَرِّ الطَّرْفِ واستَخْلَفَتْ حُزْنَا

إلى تبعاتٍ في المَعَادِ وموقفٍ ... نودُّ لَدَيْهِ أنَّنَا لم نَكُنْ كُنَّا

حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسْرةٍ ... وفاز الّذي كُنّا نَلَذُّ بِهِ عَنا [3]

حنَيِنٌ لما ولّى وشُغْلٌ بما أتى ... وَهَمٌ لِما نَخْشَى [4] فعيشك لا يَهْنَا [5]

كأنَّ الَّذي كنّا نُسَرُّ بِكَوْنِهِ ... إذا حقَّقَتْهُ النَّفْسُ لَفْظٌ بلا معنى [6]

وله يفتخر:

أنا الشُّمْس في جوّ العلوم [7] منيرةٌ ... ولكنّ عَيْبي أنْ مَطْلَعِيَ الغَرْبُ

ولو أنّني من جانب الشَّرقِ طالِعٌ ... لجَدَّ عليَّ [8] مَا ضَاعَ مِنْ ذِكْرى النَّهْبُ [9]

ولي نَحْوَ أكنافِ [10] العراقِ صَبَابَةٌ ... ولا غْرَوَ أن يستوحِشَ الكلِفُ الصّبُّ

فإنْ يُنْزِلُ الرّحْمَنُ رَحْلِيَ بَيْنهمْ ... فحينئذٍ يبدو التَّأَسُّفُ والكرب [11]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015