وخضعوا له [1] . وافتتح في هذه الغزوة عدّة حصون وهابته المُلُوك وبَعُدَ صِيتُهُ وكَثُرَ الدُّعاء له لكثرة ما افتتح من بلاد النّصارى. وهادنه ملك الكَرْج والتزم بأداء الْجِزية [2] . وقُرئ كتاب الفتح المبارك ببغداد. وغنم جيشه في هذه النَّوْبَة ما لَا يُحدُّ ولا يوصَف كثرة [3] .

ثمّ عاد فسار إلى أصبهان ومنها إلى كرمان، فتلقّاه أخوه قاروت [4] بك.

[زواج ولديّ السُّلطان]

ثم سار إلى مَرْو، فزوَّج ولده ملك شاه ببنت خاقان صاحب ما وراء النّهر، ودخل بها. وزوّج ولده رسلان شاه [5] ببنت سلطان غَزْنَة، واتّفقت الكلمة بينهما، ووقع الصُّلح، والحمد للَّه [6] .

[ندب بعض الْجَهَلَة على ملك الجنّ]

وفيها اشتهر ببغداد وغيرها أنّ جَمَاعة أكراد خرجوا يتصيّدون، فرأوا في البريّة خيامًا سُودًا، وسمعوا منها لطمًا وعويلًا، وقائِلٌ يقول: مات سيّدوك ملك الجنّ، وأي بلدٍ لم يلطُم أهله ويعملون المآتم أُهلِكَ أَهْلُهُ. فخرج كثير من النّساء إلى المقابر يَلْطُمنَ ويَنُحْنَ، وفعل ذلك كثير من جهلة الرّجال، فكان ذلك ضحكة عظيمة [7] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015