فيها قدّم أبو جعفر بن شيرزاد من واسط من قبل توزون إلى بغداد، فحكم على بغداد وأمّر ونهي. فكاتب المتّقي بني حمدان بالقدوم عليه، فقدِم أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان في جيشً كثيف في صَفَر، ونزل بباب حرب، فخرجَ إليه المتقّي وأولاده والوزير. واستتر ابن شيرزاد.
وسار المتّقي بآله إلى تِكريت ظنًّا منه أنّ ناصر الدّولة يلقاه في الطّريق ويعودون معًا إلى بغداد. فظهرَ ابن شيرزاد فأمرَ ونهي، فقدِم سيف الدّولة على المتقّي بتكريت، فأشار عليه بأن يصعد إلى المَوْصل ليتّفقوا على رأي، فقال: ما على هذا عاهدتموني [1] .
فتفلّل أصحاب المتقّي إلى الموصل، وبقي في عدد يسير مع ابن حمدان. فقِدم توزون بغداد واستعدّ للحرب. فجمع ناصر الدّولة عددًا كثيرًا من الأعراب والأكراد، وسارَ بهم إلى تكريت.
وكان الملتَقَى بينه وبين توزون بُعكْبرا، واقتتلوا أيّامًا، ثمّ انهزم بنو حمدان والمتقّي إلى الموصل. وراسل ناصر الدّولة توزون في الصّلح على يد أبي عبد الله بن أبي موسى الهاشميّ، وكان توزون على تِكْريت، فتسلل بعض أصحابه إلي ابن حمدان، وردّ توزون إلي بغداد [2] .
وجاء سيف الدّولة إلى تكريت فردّ إليه توزون، فالتقوا في شعبان على حرْبَى [3] ، فانهزم سيف الدّولة إلى الموصل، وتبِعه توزون، ففرّ بنو حمدان