مقلة الطّلب بأن يدخل ابن بُلَيْق ليقبّل يده ويسير. فاسترابَ القاهر، وراسل الغلمّان الحجريّة وفرَّقهم على الدّركاه، وراح ابن بُلَيْق إلى القاهر في عدد يسير، فقام إليه السّاجيّة وشتموه، فهرب واستتر، واضّطرب الناس، وأصبحوا في مستهل شعبان قلقين [1] .
وجاء بليق إلى دار الخليقة ليعتذر عن ابنهِ، فقُبِضَ عليه وعلى أحمد بن زيرك، وعلى يُمْن المؤنسي صاحب شرطة بغداد وحُبِسوا وصار الجيش كله في دار الخليفة، فراسل موْنسا وقال: أنتَ عندي كالوالد، فأْتِني تُشير عليّ. فأعتذرَ بثقل الحركة. ثم أشاروا عليه بالإتيان، فلمّا حصَل في دار الخلافة قبِض عليه [2] ، فاختفى ابن مقلة.
فاستوزرَ القاهر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله [3] ،
وأُحْرِقت دار ابن مقلة، كما أُحْرِقت قبلَ هذه المرّة [4] .
وهرب محمد بن ياقوت إلى فارس، فكتب إليه بعهده على أصبهان [5] .