دخلتْ وعسكرُ الملك النّاصر نازلٌ على العوجاء، والملك المُعزّ نازلٌ على العباسة، وطال مُقام الفريقين، وكان النّاصر قد أقطع البحرية أخبازًا جليلة. -[660]-
قال ابن واصل: وفي رمضان عزمت العزيزية على القبض على المُعزّ، وكاتبوا النّاصر، ولم يوافقْهم جمال الدّين أيْدُغْدي العزيزي، واستشعر الملك المُعزّ منهم وعرف الخبر، وعلموا هُمْ فهربوا على حميَّة، وكبيرهم شمس الدين آقوش البرليّ، ولم يهرب أيْدُغْدي وأقام بمخيَّمه، فجاء المُعزّ راكبا إلى قرب مُخيَّمه فخرج إليه أيْدُغْديّ، فأمر المُعزّ فحُمل على دابة، وقبض أيضًا على الأمير الأتابكي فحُبسا، ونُهبت خيام العزيزية كلهم يومئذٍ بالعباسة، ثم اصطلح الملكان على أن من الورادة ورايح للمُعزّ.
ذكر أسماء أعيان البحرية
سيف الدين الرَشيدي، عز الدين أزْدُمر السَّيفيّ، رُكنُ الدين البندُقْداريّ، شمسُ الدين سُنْقُر الأشقر، سيف الدين قلاوون الألْفّي، بدر الدين بيْسَرِيّ، شمس الدين سُنقُر الرومي، سيف الدين بَلَبان المُسْتعربيّ.
وفيها جاء بدمشق سيْلٌ عرِمٌ أخْرب عدة دورٍ بظاهر البلد وبلغ ارتفاعه ستة أذْرع وزيادة.
وفيها وُلد الملكُ علاء الدين للسلطان الملك النّاصر من ابْنَة صاحب الروم، واحتفلوا لذلك إلى الغاية.
وفيها جرت فتنةٌ بمِنَى ونُهب الوفد، وقُتل جماعة وجُرح خلْق، فأرسل أمير مكة إدريس وأبو نمَيّ إلى أمير العراقيين يعتذران.