فيها أمر السلطان أن يعمل الُشلاق تحت القلعة ليتفرج، فتشالقوا فقتل سبعة أنفُس وجُرح جماعة. وسببه دخول المماليك بينهم، فمنعهم السّلطان من الشّلاق، وكان يترتّب عَلَيْهِ شر كثير ومفاسد بدمشق.
وفي شعبان ملكت الفرنج إشبيلية بعد حصارهم لها سبعة عشر شهراً، ودخولها صلحاً.
وفيها ملّ صاحب حمص الملك الأشرف من محاصرة الحلبيّين لَهُ، وقايض بِهَا تلّ باشر من أعمال حلب، وسلَّم حمص لنوّاب الملك الناصر يوسف.
وفيها ولدت امرأة ببغداد أربعةً فِي بطنٍ وشاع ذَلِكَ، فطلبهم الخليفة ورآهم وتعجّب، ثمّ أمر لهم بستّمائة دينار وثياب، وكان الأبوان من المساكين.
وكان ببغداد الغرق الكبير الذي هو أكبر من غرق سنة أربع عشرة وستمائة، بحيث أن الأمراء والوزير بنفسه نزل وحمل حرزة حطب للسّدّ. ثُمَّ زاد الماء بعد شهرين زيادةً أعظم من الأولى وتهدَّم من السّور عدّة أبراج، ونبع الماء من أساس المستنصريّة، ولا يُحصى ما تهدَّم من الدُّور. وبقي الماء فِي النّظامّية ستّة أذرع، وغرقت الرّصافة، وجرى ما لا يُعبرَّ عَنْهُ، وذهبت أموال لا تحصى.
وفيها خرج السّلطان نجم الدّين من مصر، وجهَّز الجيش مَعَ فخر الدّين بْن الشَّيْخ إلى حمص، وتعثر الفلّاحون بجرّ آلة الحصار والمجانيق إلى حمص. ثُمَّ نازلوا حمص يحاصرون نوّاب النّاصر صاحب حلب، ونصبت المجانيق، فجاء عسكر حلب في النجدة. وكان الشيخ نجم الدين عبد الله البادرائي قد جاء رسولا، فدخل في القضية، ورد العسكرين.