فيها قَدِمَ الشّام شهابُ الدّين السُّهْرَوَرديّ في الرُّسلية، ورجع ومعه شمس الدّين ألدُكز بالتَّقادُم والتُّحف، فأُعرِضَ عَنِ السُّهرورديّ، ونقموا عَلَيْهِ حيثُ مَدَّ يدَهُ إِلى الأموال بالشّام وقبل العطايا، وحَضَرَ دعوات الأمراء، فأُخذت منه الرُّبط ومُنِعَ من الوعظِ، فَقَالَ: ما قِبلتها إلا لأفرّقها في فقراء بغداد، وشرع يفرق ذلك.
قَالَ أَبُو شامة: وفيها زُلزلت نَيْسابور زلزلة عظيمة دامت عشرة أيّام، فمات تحت الرَّدْم خلق عظيم. -[16]-
وفيها نازلت الكُرج مدينة أرجيش فافتتحوها بالسّيف ثُمَّ أحرقوها، وأصبحت خاويةً عَلَى عروشها، ولم يبق بها أحد، ولم يروّع الكُرْجَ أحدٌ، فإنّا لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، وعجز عنهم الملك الأوحد ابن العادل وهي له.
وفيها خرجَ كَيْخسرُو صاحب الروم وقصد بلاد سيس، وافتتح حصنًا بالأمان، ونجده عسكر حلب، وأغار وسبى وغنم.
وفيها افتتح خُوارزم شاه مدينة هراة مرَّةً ثانية.