بيزنطة، وكان شارلمان يود لو أيده الرشيد ضد الأمويين فى الأندلس، وسفرت بينهما السفارات وتبادلا هدايا ثمينة (?).

وفى سنة 190 ثار رافع بن الليث بسمرقند وتفاقمت ثورته، فرأى الرشيد أن يسير إليه بنفسه فى سنة 192. ولكنه توفى فى طريقه إليه بطوس سنة 193، وتمت الغلبة بعد ذلك على رافع وشيعته. وكان الرشيد قد عقد ولاية العهد من بعده لابنه محمد سنة 173 ولقبه بالأمين، وضمّ إليه الشام ومصر، ثم عقد لابنه عبد الله ولاية العهد من بعد أخيه سنة 183 ولقبه بالمأمون، وضمّ إليه الولايات الشرقية، وأكّد هذا العقد بين الأخوين بتوقيعهما عليه وقسمهما على الوفاء به وتعليقه (?) فى الكعبة سنة 186 وفيها بايع الرشيد بولاية العهد لابنه القاسم بعد أخويه ولقبه المؤتمن وضم إليه الجزيرة والثغور وكان لا يزال صبيّا.

وكان هذا الصنيع من الرشيد نذير شؤم فإن بساطا قد يتسع لنوم عشرة من الناس، ولكن مملكة بأسرها لا تتسع لسلطان حاكمين. فلم يكد ينتقل الرشيد إلى جوار ربه حتى شجر الخلاف (?) بين الأمين والمأمون إذ أخذت حاشية الأمين تسوّل له أن ينقض العهد الموثق فى البيت الحرام. وشاءت الظروف أن يقع الأخوان فريسة للتنافس بين الحزبين: العربى والفارسى، وكان الحزب الأول يغلب على الأمين بينما كان الحزب الثانى يغلب على المأمون، وكانت أم الأمين هاشمية عربية فهى زبيدة بنت جعفر بن المنصور، بينما كانت أم المأمون أمة فارسية تسمّى مراجل. وما زال الحزب العربى-فيما يقال-يغوى الأمين بخلع أخيه وتولية ابنه موسى ولاية العهد من بعده، حتى استجاب له، وتردّدت المراسلات بينه وبين المأمون وأوشك أن يجيبه إلى ما يريد من خلع نفسه، ولكن الفضل بن سهل وزيره ردّه عن ذلك ونهض بأمره، واستمال له الناس، وضبط الثغور.

ولم يلبث الأمين أن أمر بقطع اسم المأمون من خطبة الجمعة وصنع المأمون صنيعه بخراسان، وأخذا فى إعداد الجيوش، وسارع الأمين فأنفذ على بن عيسى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015