علوم اللغة والبيان والتاريخ والأخبار على علوم السحر والكيمياء والحساب والمعاملات والتجارات (?). ولا نصل إلى ابن خلدون المتوفى سنة 808 هـ‍ حتى نجدها تطلق على جميع المعارف دينية وغير دينية، فهى تشمل جميع ألوان المعرفة وخاصة علوم البلاغة واللغة، ومن ثم قال: «الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارهم والأخذ من كل علم بطرف» (?).

ومنذ القرن الثالث للهجرة نجد الكلمة تدل-فيما تدل عليه-على السنن التى ينبغى أن تراعى عند طبقة خاصة من الناس، وألّفت بهذا المعنى كتب كثيرة مثل أدب الكاتب لابن قتيبة وأدب النديم لكشاجم المتوفى حوالى سنة 350 هـ‍. وتوالت كتب مختلفة فى أدب القاضى وأدب الوزير وأخرى فى أدب الحديث وأدب الطعام وأدب المعاشرة وأدب السفر إلى غير ذلك. على أن أكثر ما كانت تدل عليه مقطعات الأشعار وطرائف الأخبار.

وأخذت الكلمة منذ أواسط القرن الماضى تدل على معنيين: معنى عام يقابل معنى كلمة Litterature الفرنسية التى يطلقها الفرنسيون على كل ما يكتب فى اللغة مهما يكن موضوعه ومهما يكن أسلوبه، سواء أكان علما أم فلسفة أم أدبا خالصا، فكل ما ينتجه العقل والشعور يسمى أدبا. ومعنى خاص هو الأدب الخالص الذى لا يراد به إلى مجرد التعبير عن معنى من المعانى، بل يراد به أيضا أن يكون جميلا بحيث يؤثر فى عواطف القارئ والسامع على نحو ما هو معروف فى صناعتى الشعر وفنون النثر الأدبية مثل الخطابة والأمثال والقصص والمسرحيات والمقامات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015