السيرلى ستاك: حاكم السودان وسردار الجيش المصرى هناك، وثبتت براءته فردّت إليه حريته. وشعره يتوزع بين نقد عنيف لأمته وشكوى صارخة من الزمن، ومن النوع الأول قوله فى قومه: أهل السودان:

قوم قيام الفضل بين صدورهم … كقيام هود بين أمة هود

لا يشعرون بما ألّم بشعبهم … فكأنما قدّوا من الجلمود (?)

ومن الحجارة ما يلين وإنهم … لا يعبئون بقارص التنديد (?)

يا أمة غفلت وطال جمودها … ماذا كسبت بغفلة وجمود

وهو يبالغ فى استثارته لأمته فيقول إن قومه لا يمكن أن يؤتى الفضل ثماره بينهم فمثله فيهم كمثل هود فى قومه لا يشعرون أى شعور بما حل بهم من هوان، وكأنما خلقوا من صخر، ومن الصخر والحجارة ما يلين أما هم فلا يلينون ولا يحفلون بأى تنديد مهما كان شديدا عنيفا، ويقول إنهم أحالوا دنيانا شقاء وأغلالا، ويهتف بأمته ضجرا غاضبا ناعتا لها بالغفلة والجمود. ودائما كان يشكو من الزمن وما ينزل به من الكوارث والخطوب، وإنه ليصرخ:

ألا هل معين أو مواس فأشتكى … إليه هموما بتّ عفوا لها ملقى

إلى الدّهر أشكو وهو عنّى معرض … أصمّ فلم يسمع ولم يحسن النّطقا

صموت ويقضى كلّ ما لا أريده … فيا بئس ما يقضى ويا شرّ ما ألقى

وأسأله سلما فيشهر سيفه … فيا دهر ما أقسى ويا بؤس ما أبقى

تحملت طفلا منك كلّ عظيمة … وما العدل أنى بعد ذا علقما أسقى

وتطلب منى أن أغيّر مبدئى … فيا بعد مطلوب به طارت العنقا (?)

وهو يتمنى معينا له أو مواسيا ليشتكى إليه هموما ثقالا باتت جاثمة على صدره، ويقول إنه يشكو إلى الدهر، والدهر معرض عنه كأنه أصم لا يسمع ولا ينطق، صامت ويقضى بكل ما لا أريده، فذمّا لما يقضى به ويا شر ما ألقى من الآلام الطوال، وأضرع إليه أن يسالمنى فيشهر سيفه ويسلّه لحربى، فما أقساه ويا بؤس ما أبقاه منى وقد تحملت كوارثه فى طفولتى وليس عدلا أن يظل ينهكنى ويسقينى علقما مرا. ويطلب إليه الدهر أن يغير مبادئه حتى يجد عونا من بعض أصحاب الأمر والجاه، فيقول إن ذلك مستحيل، ويا بعد هذا الطلب الذى طارت به العنقاء إلى غير مآب. ويعود إلى الشكوى من الدهر منشدا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015