همر الرّكام فسام أزهار الرّبى … خسفا وعاث بروضة ووهاد (?)

تذرى الدماء على الخدود أرامل … يندبن خشية ضيعة الأولاد (?)

عبس الزمان بوجههم فأذاقهم … ما لم يذقه مكبّل الأصفاد (?)

من ذا يسرّى همّهم ويريحهم … من نقمة طرقتهم وعوادى (?)

فالغيث قد أخطا وما يدرى أبا … لأرض السويّة سال أم بالوادى

لكنّه حمّ القضاء لتعلموا … أن الحياة معونة وأيادى (?)

ومدثر يذكر أن ركام المطر انهمر انهمارا شديدا فأنزل بأزهار الربى خسفا وهوانا وعاث فسادا بالرياض والوهاد، وسالت دموع الأرامل دماء على خدودها يندبن ويبكين خوفا من ضيعة الأولاد. ويقول إن الزمان عبس وتجهم فى وجوههم فأذاقهم من ضنك العيش ما لم يذقه المكبّل بالأغلال، ويهتف الشاعر فى الناس: من ذا يزيل همومهم ويريحهم من عذاب هذه الكارثة التى نزلت بهم ومن عوادى الدهر ونوائبه، ويذكر أن الغيث أخطأ، وسقط دون أن يدرى أيسقط على أم درمان أو على واد من الوديان، ويهتف فى قومه: لقد حمّ القضاء وقدّر، لتعلموا أن الحياة معونة ومنن سابغة، فواجب عليكم أن تسعفوا أهل أم درمان أشقّاءكم، وتعينوهم بالمنن والنعم الوافرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015