غضبة ضارية، فقد رأيت دواهى كثيرة تحيط به من كل حدب (?) وطريق. ولما توسطت الأناضول صرخت فى أهله: هبّوا وناضلوا عن حماكم، ولبّاك من أبناء الترك عصبة ذات مجد وعطاء عظيم، وهاجت هياج الأسود تدافع عن عرينها. ويخاطب مصطفى كمال مصورا بلاء الترك فى الحرب إلى أن أحرزوا النصر النهائى العظيم قائلا:

أحاط بك الأعداء حتى كأنهم … خضمّ عظيم لم يبن منه ساحل

وكم سفكوا منكم دماء بريئة … وكم سفحت للدّمع منكم أرامل

وما هدّ هذا منك حزما عزمته … وكيف تهدّ الراسيات المعاول

فسقيا لأقوام سقوا بدمائهم … ثرى وطن مدّت إليه الحبائل (?)

وذادوا عن الدين الحنيف بغيرة … كأن صدور القوم منها مراجل (?)

هنيئا لك النّصر المبين وليتنى … بجيشك جندىّ تطوّع باسل

ويقول عثمان هاشم إن جنود اليونان كانوا كثيرين حتى كأنهم بحر زاخر لا تبين له سواحل، وكم أراقوا من دماء الترك الطاهرة، وكم بكت منهم أرامل فقدن أزواجهن، وما هدّ ذلك منك شيئا من حزمك وعزمك، وحقا لا تهدّ المعاول الراسيات الشامخة. ويدعو الله لهم بالسقيا والرعاية جزاء لدمائهم التى سقوا بها ثرى وطنهم المفدّى، وقد مدّت إليهم مصايد المكر والغدر، ودافعوا عن الدين الحنيف بغيرة وحمية، حتى كأن صدورهم مواقد مشتعلة من شدة الغضب. ويمضى عثمان هاشم فى قصيدته ويختمها بتهنئة حارة لمصطفى كمال بنصره المبين، ويتمنى لو كان جنديا باسلا فى جيشه، ونال حظا من شرف هذا النصر العظيم. ويقول مفاخرا بقومه:

إنّي لمن معشر طابت أصولهم … فطاب فرعهم والنّسل والنّسب

إن نابك الدهر فاستنجدتهم نجدوا … أو مسّك الضّرّ فاستنهضتهم وثبوا

غر جحاجحة شمّ غطارفة … صيد جهابذة بل سادة نجب (?)

يشير إلى أنه من معشر شريف-إذ هو سليل العباس بن عبد المطلب-معشر طابت أصولهم فطابت فروعهم وطاب نسلهم وذريتهم، وطاب النسب والانتماء إليهم، إن أصابك الدهر بنائبة أو كارثة واستنجدتهم نجدوك بكل ما يستطيعون، وإن مسك ضر واستنهضتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015