فى أرجاء مصر. ويقول محمد عبد الرحيم فى ترجمته له بكتابه نفثات اليراع إنه نظم-تلبية لعرابى-قصيدة يائية من تسعة وتسعين بيتا عثرنا على طائفة من أبياتها، وبلغ من اهتمام عرابى والشعب المصرى بها أن طبعت بماء الذهب وبيعت فى شوارع القاهرة، وكان ثمن النسخة منها جنيها ذهبا، وبلغ ما عثر عليه محمد عبد الرحيم منها خمسة وأربعين بيتا وهى أشبه بمنشور ثورى وهو يستهلها بقوله:
شغل العدا بتشتّت الأحزاب … والله ناصرنا بسيف عرابى
والقطر فيه من الرجال كفاءة … للحادثات فهم أولو الألباب
وحميّة الإسلام تقضى بالوفا … حتما على كلّ امرئ أوّاب (?)
ومحبّة الوطن العزيز تحثّهم … والفلج إذن باتّباع صواب
والمشركون خواسر فى سعيهم … هزموا وقد نكصوا على الأعقاب (?)
والشيخ يحيى يقول إن الإنجليز شغلوا بتشتت جندهم، وسماهم الأحزاب أسوة بغزوة كفار قريش والعرب المسماة غزوة الأحزاب، ويقول إن الله ناصرنا بسيف الحق: سيف أحمد عرابى، والقطر ملئ برجال أكفاء لهؤلاء الأعداء، وهم مملوءون حمية للإسلام، تأمر كل مسلم أواب متبتل لربه بالوفاء لدينه الحنيف والدفاع عنه بالروح، وأيضا مملوءون محبة للوطن تحثهم على الدفاع عنه وهو دفاع سينتهى إلى النصر المبين، وقد نصرنا فعلا فى بعض المواقع، وهو إذن وبشرى بالنصر التام وإن الإنجليز لخاسرون فى حربهم إذ هزموا ورجعوا ناكصين على أعقابهم. ويمضى قائلا:
هيّا بنا يا أهل مصر إلى الرّضا … والفوز فى العقبى بغير حساب
أنتم أولو الهمم التى بسهامها … كم من عدوّ آب شرّ إياب
لا تشغلنّكم الحياة فإنها … ذلّ لمن يرضى بهتك جناب
ولقد نرى إخواننا فى حالة … تحتاج للأعوان والأصحاب
وهو يهيب بأهل مصر أن يؤيدوا عرابى ويشتركوا فى حرب الإنجليز طلبا للفوز فى الآخرة ويقول إنكم أولو الهمم المصممة، وما أكثر ما نكلتم بأعداء بلدكم حتى آبوا شر مآب، ولا تشغلنكم الحياة عن واجبكم فى الدفاع المستميت عن بلدكم، وإنه لذل لأى أمة ما مثله ذل أن ترضى بهتك العدو لأى ناحية من نواحيها، وإن إخواننا من الجنود وقادتهم لفى حاجة إلى العون المادى والحربى، ويذكر بعض الشخصيات التى ناصرت عرابى وأمدته بعون قيم.