الشعر ونظمه. ويبدو أن كعبا اشتهر فى الجاهلية بأكثر مما اشتهر الحطيئة.

يدلّ على ذلك ما يرويه ابن سلام من أن الحطيئة قال له: «قد علمت روايتى لكم أهل البيت وانقطاعى إليكم، وقد ذهبت الفحول غيرى وغيرك، فلو قلت شعرا تذكر فيه نفسك وتضعنى موضعا بعدك فإن الناس لأشعاركم أروى وإليها أسرع» (?)، فقال كعب قطعته التى يقول فيها:

فمن للقوافى شانها من يحوكها … إذا ما ثوى كعب وفوّز جرول (?)

ومعروف أن كعبا وبجيرا أخاه والحطيئة أدركوا الإسلام، وكان أسبقهم إلى الدخول فيه بجير، وقد هجاه كعب حينئذ هجاء آذى رسول الله بمثل قوله (?):

ألا أبلغا عنى بجيرا رسالة … فهل لك فيما قلت-ويحك-هل لكا

شربت مع المأمون كأسا رويّة … فأنهلك المأمون منها وعلّكا (?)

وخالفت أسباب الهدى وتبعته … على أى شئ-ويب غيرك-دلّكا (?)

على خلق لم تلف أمّا ولا أبا … عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

ويقال إن الرسول سمع بهذا الشعر فتوعده، وأجابه بجير فيما أجابه به بقوله (?):

من مبلغ كعبا فهل لك فى التى … تلوم عليها باطلا وهى أحزم

إلى الله لا العزّى ولا اللات وحده … فتنجو إذا كان النّجاء وتسلم

لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت … من النار إلا طاهر القلب مسلم

وما زال كعب على وثنيته حتى فتحت مكة وانصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف، فكتب إليه بجير أن النبى صلى الله عليه وسلم قتل كل من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015