أثبت لابن الزّبعرى قصيدته التى قالها فى نفس اليوم (?)، والتى يقول فيها:
ليت أشياخى ببدر شهدوا … ضجر الخزرج من وقع الأسل (?)
حين ألقت بقباء بركها … واستحرّ القتل فى عبد الأشلّ (?)
فقبلنا النّصف من سادتهم … وعدلنا ميل بدر فاعتدل (?)
وأيضا فإنه أثبت لأبى عزّة ميمية يحرّض فيها بنى كنانة (?)، وقال عن هبيرة بن أبى وهب: إنه كان شديد العداوة لله ولرسوله، وهو الذى يقول فى يوم أحد (?):
قدنا كنانة من أكناف ذى يمن … عرض البلاد على ما كان يزجيها (?)
قالت كنانة: أنّى تذهبون بنا … قلنا: النّخيل، فأمّوها وما فيها (?)
وكان فى الطرف المقابل حسان وكعب وابن رواحة، وحسان أشعر الثلاثة، يقول ابن سلام: «وهو كثير الشعر جيده»، ويقال إن أول ما جرى به لسانه حين سلّه على قريش هذه الأبيات يتحدّى بها أبا سفيان بن الحارث (?):
هجوت محمدا فأجبت عنه … وعند الله فى ذاك الجزاء
فإن أبى ووالده وعرضى … لعرض محمد منكم وقاء
أتهجوه ولست له بكفء … فشرّكما لخيركما الفداء