الأدارسة فى فاس سنة 172 هـ‍/789 م وكانت دولة عربية إسلامية، فعملت-بقوة-على تعريب المغرب الأقصى، وعنيت بفتح الكتاتيب فى المدن وتحفيظ الناشئة بها القرآن الكريم وأنشأت فى المساجد حلقات المفسرين والمحدثين والفقهاء ومن يعلمون الناس العربية، وبذلك رسخت العروبة ورسخ الإسلام فى المغرب الأقصى. وتحدث الهجرة الأعرابية الكبرى فى منتصف القرن الخامس الهجرى غير أن عشائر قليلة منها تسربت إلى المغرب الأقصى. ويدور الزمن، ويدخل المرابطون المغرب الأقصى ويطهرونه من الروافض ومن نحلة برغواطة الضالة وأخذ الأندلسيون فى عهد تلك الدولة يندمجون فى سكان المغرب الأقصى وكان لذلك أثره فى تعريبهم إذ كانت الأندلس عربية خالصة. وينقل عبد المؤمن إلى المغرب الأقصى ألفا من قبائل الأعراب فى الجزائر: من قبائل الأثبج وزغبة ورياح وقرة، امتزجوا بسكانه، وفى سنة 558 هـ‍/1163 م استصرخ عبد المؤمن أعراب بجاية والجزائر للجهاد فى الأندلس ولبّاه كثيرون، ولنفس الغاية دعا ابنه يوسف قبيلة رياح فلباه حشد ضخم منهم، ونقل ابنه يعقوب بقايا قبائل الأثبج ورياح وجشم إلى المغرب الأقصى: أنزل قبيلة رياح منطقتى الهبط فى الشمال وأزغار فى الغرب وأنزل قبيلة جشم منطقة تامسنة فى الغرب والأثبج فى منطقى دكالة وتادلة، وانساج كثيرون من هؤلاء الأعراب فى ديار المغرب الأقصى، وبذلك كله تعرب المغرب الأقصى نهائيا.

ويكثر الشعراء منذ عصر الدولة الإدريسية ويتكاثرون كثرة مفرطة فى عصر دولة المرابطين وما تلاها من عصور، وعرضت أعلامهم المهمين فى كل تلك العصور وما كان بها من دول، وتحدثت عن شعراء الموشحات وتلمذة شعراء المغرب الأقصى لشعراء الأندلس فى فن التوشيح وظهور وشاحين مغاربة نابهين، وترجمت منهم لابن غرلة وابن الصباغ وابن زاكور، كما تحدثت عن شعراء الأزجال، وترجمت من بينهم لابن عمير وابن شجاع التازى. وعرضت شعراء المديح وترجمت من بينهم لابن زنباع وابن حبوس والجراوى وابن عبد المنّان والهوزالى وأحمد بن القاضى والدغوغى والبوعنانى، كما عرضت شعراء الفخر والهجاء وترجمت للشاذلى ولأصحاب الشعر التعليمى وترجمت لعبد العزيز الملزوزى وابن الونان. وتحدثت عن شعراء الغزل وترجمت لأبى الربيع الموحدى ولعمر السلمى، وبالمثل تحدثت عن شعراء الوصف وترجمت لعبد العزيز الفشتالى، وعرضت شعراء الرثاء وترجمت لابن شعيب الجزنائى وأبى على اليوسى الحسن بن مسعود، وشعراء الزهد والتصوف وترجمت لابن المحلى، وشعراء المدائح النبوية وترجمت لميمون بن خبازة ومالك بن المرحل.

وتركت الشعر إلى النثر وكتّابه، وبدأت بالخطب والمواعظ مع بيان أهم الخطباء والوعاظ، وتحدثت عن الرسائل الديوانية وأهم كتابها مع عرض بعض الرسائل فى مختلف العصور والدول، وبالمثل تحدثت عن الرسائل الشخصية وعن المقامات وأهم نماذجها وكتابها، وعرضت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015