للعامل أجرا يتقاضاه جزاء عمله، وأوجب على التاجر أن لا يستغلّ الناس بأى وجه من الوجوه، سواء فى الكيل والميزان أو فى التعامل المالى، يقول جلّ شأنه:
{(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ)} {(وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ)} {(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ. .} {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا.).} ولا يكاد يكون هناك جانب من جوانب الحياة الاجتماعية إلا وضع فيه الإسلام من السنن والقوانين ما يكفل للناس حياة مستقيمة قوامها العدالة.
وقد نظّم حقوق المرأة ورعاها خير رعاية، إذ كانت مهضومة الحقوق فى الجاهلية، فردّ إليها حقوقها، وجعلها كفؤا للرجل، لها ماله من الحقوق، يقول تبارك وتعالى: {(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)} وأيضا لهن مثل ما للرجال من السّعى فى الأرض والعمل والتجارة، يقول عزّ شأنه: {(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اِكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اِكْتَسَبْنَ).} وكان كثير من غلاظ القلوب يئدون بناتهم خشية العار، فحرّم ذلك القرآن، يقول جلّ ذكره:
{(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ).}
وحرّم البغاء وشدّد فى النكير عليه حتى القتل. ونظّم الزواج وجعله فريضة محبّبة إلى الله ونعمة من نعمه {(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).} ودعا فى غير آية إلى معاملة الزوجات بالمعروف. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى خطبة حجّة الوداع: «أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقّا، ولكم عليهن حق، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم غيركم وأن لا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة مبيّنة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن فى المضاجع وتضربوهنّ ضربا غير مبرّح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما النساء عندكم عوان (أسيرات) لا يملكن لأنفسهن شيئا، أخذتموهن بأمانة الله. . فاتقوا الله فى النساء واستوصوا بهن خيرا». وأباح الإسلام الطلاق ولكنه جعله أبغض الحلال إلى الله، ويقول جلّ شأنه: {(فَإِنْ}