كالأقاح، وغرّة كالصباح. . ووصفك قومك بأن ليسوا حفرة أكر (?)، ولا حفزة عكر (?)، الله أجلّ الأكر أن يحفروها، والعكر أن يحفزوها، لكنهم خفرة جحشان، وحفرة كهوف وغيران (?)، اتخذوها مخبأ من قبائل العربان، وملجأ من وقع الصّوارم والمرّان، فعل الخزّان (?) واليرابيع والجرذان. وأما وصفك قومك أنهم مجد، نجد، فهيهات تلك صفات قومنا العرب أولى اللّسن والبيان والإسهاب فى الصواب، والحكمة وفصل الخطاب، أنديتهم عراص المنيّة، وأرديتهم بيض المشرفيّة، ولبوسهم مضاعفة الماذيّة (?)، مجالسهم السّروج، وريحانهم الوشيج (?)، مناهم، تعجيل مناياهم، أسود الأغيال (?)، حماة الأشبال».
والرسالة الثانية عند ابن بسام فى الرد على ابن غرسية رسالة (?) أبى الطيب عبد المنعم بن منّ الله القروىّ، دخل الأندلس، ودرّس الحديث فى شرقيها إلى أن توفى سنة 493، وكان أديبا شاعرا، واطلع على رسالة ابن غرسية فاستثارته، وكتب نقضا لها رسالة سماها «حديقة البلاغة ودوحة البراعة، المورقة أفنانها، المثمرة أغصانها بذكر المآثر العربية ونشر المفاخر الإسلامية والردّ على ابن غرسية فيما ادعاه للأمم الأعجمية» وهى تمتد فى الذخيرة إلى نحو خمس وعشرين صحيفة، ويقول له فى مطالعها:
«أخبرنى عنك أما كانت للعرب يد تشكرها، ومنّة تذكرها؟ أما جبرت نقيصتك؟ أما رفعت خسيستك؟ ألم تربّك فينا وليدا؟ ألم تتّخذك بها تليدا؟ (?) ألم تعن بتخريجك وتدريجك؟ أما أنطقتك بعد العجمة؟ أما أسلقتك (?) عقب اللّكنة، حتى إذا اشتدّ كاهلك، وقوى ساعدك، كفرت نعمتها لديك، ونثرت عصمتها من بين يديك. . وهات أرنا مفاخرك نرك مساخرك، أنت صاحب الشّهب الصّهب أين أنت عن السّمر القمر (?)، البيض غررا وصفاحا (?)، الدّعج عيونا ورماحا، البلج (?) وجوها وسماحا؟ سعروا