بالعصر العباسى الثانى وإنما برسائل تنقض مزاعمه نقضا حميّة للعرب والعروبة. وفى الذخيرة لابن بسام ثلاث رسائل منها رسالة لابن الدودين وثانية لعبد المنعم بن منّ الله القروى، وثالثة لشخص يسمى ابن عباس لم يوضح هويته ابن بسام. وظلت ردود تدبّج فى القرن السادس الهجرى، منها رد لابن أبى الخصال باسم: «خطف البارق وقذف المارق فى الرد على ابن غرسية الفاسق». وسقط هذا الرد من يد الزمن كما سقط رد الفقيه أبى مروان عبد الملك بن محمد الأوسى، ورد عبد المنعم بن الفرس، ورد عبد الحق بن فرج، ووصلنا رد أبى يحيى بن مسعدة المعاصر لعبد المؤمن بن على مؤسس دولة الموحدين وكذلك رد أبى الحجاج يوسف البلوى المتوفى سنة 604 إذ سجّله فى موسوعته: ألف باء، وهو يكثر فيه من الشعر. ونقف قليلا عند الردود الثلاثة الأولى ورد أبى يحيى بن مسعدة.
وأولى الرسائل الثلاث عند ابن بسام رسالة أبى جعفر (?) أحمد بن الدودين البلنسى، ويقول ابن بسام إنه أملاها عليه بالأشبونة سنة 477 وهو يفتتحها بسب ابن غرسية مع تهديد شديد ومع هجاء قومه من العجم هجاء مقذعا أشد الإقذاع رادا كلّ مثلبة للعرب فى رسالة ابن غرسية إلى محمدة لهم وكل محمدة للعجم إلى مثلبة، ومن قوله فيها:
«اخسأ أيّها الجهول المارق، والمرذول المنافق، ثكلتك أمّك، حبّرت بحبرك لذهاب خبرك، ومشقت (?) فى قرطاسك لمشق رأسك، وما حقيقة جوابك على خطل خطابك إلا سلبك عن إهابك (جلدك) وصلبك على بابك، وأقسم ببارئ النّسم، وناشر الأمم من رفات الرّمم. . لأخلّدنّك سمرا غابرا، ومثلا سائرا، وتحتزم بزنّارك (?) وتلحق بأديارك، مآلك، ومقرّ آلك، أسرتك الأرذلين، وعترتك الأنذلين الصّهب (الحمر) أكلة الجيف. .
وأما فخرك بربّة الإياة (سارة) فياليتها حين ولدتكم ثكلتكم، فلقد سربلتموها عارا مجدّدا، وعصبتم بها شنارا (عارا) مخلّدا، حين خمتم (?) عن الكفاح، حذر الصوارم والرماح، فأسلمتم لعداتها، من بناتها، كل طفلة رداح (?)، جائلة الوشاح (?)، ذات ثغر