ولا قوتهم، يقول:

لحى الله صعلوكا إذا جنّ ليله … مضى فى المشاش آلفا كلّ مجزر (?)

يعدّ الغنى من دهره كلّ ليلة … أصاب قراها من صديق ميسّر (?)

ينام عشاء ثم يصبح قاعدا … يحثّ الحصا عن جنبه المتعفّر (?)

يعين نساء الحىّ ما يستعنّه … فيضحى طليحا كالبعير المحسّر (?)

وواضح أنه ينعته بأنه ضعيف الهمة فحسبه لقمة تشبعه، مما يتساقط من فضلات الموسرين، وإنه لينام ملء جفونه فليس هناك ما يشغله، وحتى هو فى النهار ليس هناك ما يعمله سوى خدمة النساء، فهو ذليل مهين يعيش عالة على مجتمعه.

ومثل هذا الصعلوك جدير بكل ملامة، لأنه يحيا حياة وضيعة، أما الصعلوك الآخر الشريف فهو جدير بكل ثناء وتشجيع من الزوجة وغير الزوجة، يقول فى وصفه:

ولله صعلوك صحيفة وجهه … كضوء شهاب القابس المتنوّر (?)

مطلاّ على أعدائه يزجرونه … بساحتهم زجر المنيح المشهّر (?)

وإن بعدوا لا يأمنون اقترابه … تشوّف أهل الغائب المتنظّر (?)

فذلك إن يلق المنيّة يلقها … حميدا، وإن يستغن يوما فأجدر

فهذا هو الصعلوك الذى يعجب به عروة، صعلوك وجهه مشرق بأعماله المجيدة، لا يزال يطل على أعدائه ويشرف عليهم، فيظفر منهم بكل ما يريد، رغم صياحهم به وزجرهم له. وهم مهما بعدوا لا يأمنون غزوه، بل إنهم لينتظرونه انتظار أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015