ومصر، وخاصة عن عبد المنعم بن غلبون المتوفى سنة 389 صاحب كتاب الإرشاد فى القراءات السبع وشيخ المقرئين بالقاهرة، وعاد إلى قرطبة يعنى بدراستها حتى توفى سنة 429 وله فيها كتاب الروضة. وكان يقرئ الناس معه بقرطبة مكى (?) بن أبى طالب المعروف بحموش القيروانى منذ نزلها سنة 393 إلى أن توفى سنة 437 وهو تلميذ عبد المنعم بن غلبون مثل الطلمنكى، وعدّ له ابن خلكان فى القراءات واختلاف القراء تصانيف كثيرة منها كتاب التبصرة فى خمسة أجزاء، وكتاب فى أصول قراءة نافع وذكر الاختلاف عنه فى جزءين وكتاب فى تصحيح المدّ لورش فى ثلاثة أجزاء. ومن القراء المهمين حينئذ أبو عمر وعثمان بن سعيد الدانى (?) المولود بقرطبة سنة 371 وقد رحل إلى مصر سنة 397 وأخذ القراءات عن شيوخها وعاد إلى قرطبة يقرئ بها القرآن إلى سنة 403 إذ تركها سبعة أعوام إلى سرقسطة فى الشمال وعاد إلى قرطبة وتركها سريعا إلى المرية ورحل عنها إلى جزيرة ميورقة فأقام بها ثمانية أعوام، ثم غادرها إلى دانية سنة 417 واتخذها سكنا ودار إقامة إلى أن توفى سنة 444 للهجرة، وهو أحد الأئمة فى قراءات القرآن وتفسيره وعلومه، وله فيها مصنفات حسان يطول تعدادها، منها كتاب التيسير فى القراءات السبع وعليه عوّل الأندلسيون وهو منشور، وله كتاب إيجاز البيان فى قراءة ورش عن نافع، ونشر له فى دمشق كتاب المحكم فى نقط المصاحف. ويلقانا بعده محمد (?) بن شريح الإشبيلى المتوفى سنة 476 وكتابه الكافى فى القراءات. وأهم قراء الأندلس بعد الدانى الإمام الشاطبى (?) الضرير القاسم بن فيرّه نزيل القاهرة المتوفى بها سنة 590 نزلها سنة 572 ورتبه القاضى الفاضل وزير صلاح الدين بمدرسته متصدرا لإقراء القرآن الكريم وقراءاته، وله قصيدة «حرز الأمانى ووجه التهانى فى القراءات» وعدّتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا، وعليها عوّل القراء فى زمنه وبعد زمنه حفظا وقراءة وتفسيرا، ولها شروح كثيرة، يقول ابن خلدون: «استوعب الشاطبى ما دوّنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015