والأخطل وذى الرمة إلى غير ذلك من دواوين الجاهليين والإسلاميين سوى معجمه «البارع» وإن لم يتمه. وهو بذلك كله دفع الأندلس إلى حركة لغوية خصبة، وكانت قد بدأت هذه الحركة وأخذت فى النمو أثناء القرن الرابع الهجرى على نحو ما يشهد بذلك ابن القوطية محمد بن عمر المتوفى سنة 367 وقد امتدحه القالى فى اللغة، ومن مؤلفاته فيها كتاب تصاريف الأفعال طبعه؟ ؟ ؟ جويدى فى ليدن باسم كتاب الأفعال وتصاريفها ويقول ابن خلكان هو الذى فتح للعلماء الكتابة فى هذا الموضوع، وله كتاب فى المقصور والممدود يقول ابن خلكان جمع فيه ما لا يحد ولا يوصف، وفاق من تقدمه. وأهم من ابن القوطية فى القرن الرابع الزبيدى (?) محمد بن الحسن تلميذ القالى المتوفى سنة 379 وفيه يقول ابن خلكان: «كان واحد عصره فى حفظ اللغة وعلم النحو وكان أخبر أهل زمانه بالإعراب والمعانى والنوادر ولم يكن بالأندلس فى فنه مثله فى زمانه» واختاره الحكم المستنصر لتأديب ابنه وولى عهده المؤيد، وولاه القضاء، وولاه المؤيد الشرطة، ونال فى عهدهما دنيا عريضة، وفى مقدمة كتبه اللغوية مختصر معجم العين للخليل ويشهد له القدماء بأنه يفضل أصله لحذفه منه الأبنية المصحفة والمختلة وزيادته فيه كثيرا من المواد التى يفتقر إليها المعجم مع استدراكه الأخطاء الواقعة فيه، وقد ذهب إلى أن هذا المعجم ليس من صنع الخليل، لما فيه من رواية عن أناس متأخرين عن الخليل بحيث لا يمكن أن يروى عنهم، ولأن جميع ما فيه من مسائل النحو إنما هو على مذهب الكوفيين والخليل نحوى بصرى، بل هو إمام المدرسة النحوية البصرية. وله فى لحن العوام من أهل الأندلس مصنف طريف نشره الدكتور رمضان عبد التواب، وهو لا يقصد بالعوام الدهماء من الناس وإنما عوام المثقفين، وما يجرى فى ألسنتهم من أخطاء. ومن لغويى القرن الرابع السرقسطى (?) سعيد المعافرى المتوفى بعد سنة 400 للهجرة، وهو تلميذ أبى بكر ابن القوطية، وقد روى عنه كتابه الأفعال، ورأى أن يبسطه فى كتاب مطول ويزيد فيه بنفس اسمه وقد نشره مجمع اللغة العربية فى أربعة مجلدات. ومن تلاميذ الزبيدى ابن الإفليلى (?) إبراهيم بن محمد المتوفى سنة 441 روى عن أستاذه كتاب الأمالى للقالى، وله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015