وببعض الأعمال الإدارية فيها وفى سبتة وطنجة، ثم صار طبيبا لسلطان الموحدين يوسف بن عبد المؤمن، واتخذه مستشارا، فجلب إليه العلماء من جميع الأقطار، وممن جلبه إليه صديقه ابن رشد، وما زال يوسف حفيّا به إلى أن توفى قبله بقليل فى مراكش سنة 580، بينما توفى ابن طفيل سنة 581 وكانت له فى الطب والفلك مؤلفات سقطت فى يد الزمن، ويقول البطروحى أكبر علماء الفلك الأندلسيين إنه أخذ عنه قوله فى الدوائر الخارجية والدوائر الداخلية. وقد اشتهر فى عصره إلى اليوم بقصته: حى بن طفيل، وسنخصها بحديث مفرد فى الفصل الأخير.

وابن رشد (?) هو أبو الوليد محمد بن أحمد سليل أسرة فقهية قرطبية، ولد لها فى العقد الثانى من القرن السادس الهجرى، وتولى مثل أبيه وجده القضاء فكان قاضيا فى إشبيلية سنة 565 وفى قرطبة سنة 567، مما يدل على أنه أكبّ على دراسة الفقه فى بواكير حياته، وله فيه كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد وهو منشور بالقاهرة. وكان-ولا يزال- مرجعا مهما فى الفقه وفتاويه. واهتم بعلوم الأوائل، فدرس الفلك وله فيه رسالة عن حركته وأخرى عن النجوم الثابتة، ودرس الطب وله فيه كتاب الكليات المنشور بتطوان، وترجم فى منتصف القرن الثالث عشر الميلادى إلى اللاتينية وطبع فى البندقية سنة 1482 وترجم له أيضا إلى اللاتينية شرح على أرجوزة لابن سينا فى الطب طبع أيضا فى البندقية بعد كتابه الكليات بسنتين. وله تلخيصات لكتب جالينوس الطبية مثل: كتاب المزاج وكتاب القوى الطبيعية وكتاب العلل والأعراض وكتاب الحميات وكتاب الأدوية المفردة.

وشغف بالفلسفة وعرف فيه ذلك صديقه ابن طفيل، وكانت له حظوة عند السلطان يوسف بن عبد المؤمن (557 - 580 هـ‍) فشكا إليه قلق عبارات أرسطو فى كتبه وحاجتها إلى الشرح والتلخيص، وسأله أن يقوم بذلك، فاعتذر بعلو سنّه، وأشار عليه أن يطلب ذلك من ابن رشد-وكان قاضى إشبيلية حينذاك-فاستدعاه وطلب إليه أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015