(238 - 273 هـ‍.)، ولم يبق حينئذ كتاب مهم فى علوم الأوائل ببغداد ودمشق والقاهرة والإسكندرية إلا جلب وأكبّ العلماء عليه يدرسونه. وطبيعى لذلك أن يظهر فى عهد المستنصر مسلمة (?) المجريطى المتوفى سنة 398 وهو يفتتح سلسلة الرياضيين الأندلسيين العظام، وسرعان ما يصبح أستاذ مدرسة رياضية أندلسية، ومن أعماله شرحه لقبة الفلك لبطليموس وقد ترجم إلى اللاتينية فى بازل بسويسرا سنة 1536 بعنوان: «سرعة أفلاك السماء ونجومها وطبيعتها وحركتها» وبالمثل ترجمت له إلى اللاتينية رسالة فى الأسطرلاب وزيج محمد بن موسى الخوارزمى أو جداوله الفلكية وقد حوّلها من التاريخ الفارسى إلى التاريخ العربى وزاد فيها جداول حسنة، وله ملخص لزيج البتّانى سماه تعديل الكواكب.

وخلفه فى الرياضيات كثير من التلاميذ مما يدل على أن أمر المنصور بن أبى عامر فى زمن حجابته باحراق كتب علوم الأوائل-كما مرّ بنا-كان حدثا عارضا، وظلّ لعلوم الأوائل رياضيات وغير رياضيات نشاطها فى بلدان الأندلس.

ومن أهم تلاميذ مسلمة الرياضيين أبو القاسم (?) أصبغ بن محمد بن السمح الغرناطى المتوفى سنة 425 وكان رياضيا بارعا فى الحساب والهندسة وهيئة الأفلاك وحركات النجوم وله «المدخل إلى الهندسة» فى تفسير كتاب إقليدس وكتب مختلفة فى الحساب، وكتابان فى الأسطرلاب أحدهما فى التعريف بصورة صنعته والآخر فى العمل به، وله أيضا زيج فلكى انتفع به وبكتاباته الفلكية ألفونس العاشر وعلماؤه. ومن تلاميذ مسلمة ابن الصفّار (?) أحمد بن عبد الله الغافقى، وله زيج جيد ورسالة فى العمل بالأسطرلاب، وكان يعلّم فى قرطبة علوم العدد والهندسة والنجوم، وهاجر منها-زمن الفتنة فى أوائل القرن الخامس الهجرى-إلى دانية لعهد صاحبها مجاهد العامرى وظل بها إلى وفاته سنة 424.

ومن تلاميذ مسلمة أيضا الكرمانى (?) عمرو بن عبد الرحمن المتوفى سنة 458 عن تسعين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015