ومحفوظا برفوف دار الكتب المصرية قصص كثير محفوظ بتلك الرفوف عن العشاق العذريين.

سيرة عنترة

ونعرض الآن طائفة من السير والقصص الشعبية التى ألفت فى مصر-أو أخذت بها شكلها النهائى-وهى سيرة عنترة والسيرة الهلالية والظاهر بيبرس وسيف بن ذى يزن وألف ليلة وليلة.

سيرة (?) عنترة

أساس هذه السيرة أخبار عنترة فى الجاهلية وما جاء فيها من أنه كان ابن أمة ومن أنباء فروسيته وحبه لعبلة ابنة عمه. ويتحول عنترة فى السيرة بطلا عظيما لملحمة عربية تمتد فيها بطولاته من العصر الجاهلى حتى نهاية القرون الخمسة الأولى للإسلام. ويقال-طبقا لرواية فى أول كتاب منية النفس فى أشعار عنترة عبس-إن أول كتابة لهذه السيرة كانت فى أيام العزيز الخليفة الفاطمى (365 - 386 هـ‍) إذ حدثت ريبة فى قصره جعلت أهل القاهرة يلهجون بالحديث عنها، فأشار على شخص يسمى يوسف بن إسماعيل أن يشغل الناس بسيرة تلهيهم عن الكلام فيها، فألّف لهم سيرة عنترة وشغفوا بها. غير أن هذه الرواية-إن صحت-إنما تشير إلى أول ما كان من وضع السيرة إذ أخذت الأجيال تزيد فيها حتى أوائل القرن السادس الهجرى، وحتى أصبحت فى اثنين وثلاثين جزءا، وهى منشورة فى أربع مجلدات. ولا تمتد فيها سيرة عنترة فى الزمان فحسب، بل تمتد أيضا فى المكان، إذ تشمل ساحات بطولات عنترة العالم القديم: الهند وفارس ومصر والشام وجنوب أوربا وشمال إفريقيا والحبشة والسودان. وهى موزعة بين نثر وأشعار، مما أتاح لرواتها من قديم أن ينشدوها الناس على الربابة فى حفلات كانت تعقد لها. وقد كتبت بلغة تدنو دنوا شديدا من اللغة اليومية، وصيغت صياغة قصصية جذابة بحيث يقتطع الكلام فى كل جزء من أجزائها عند حادث مهم. وبذلك يشغف القارئ والسامع بمعرفة الجزء الذى يليه. وهكذا حتى نهايتها.

وتتسع السيرة فى عرض أخبار الجاهلية حتى نصل إلى زمن زهير ملك بنى عبس قبيلة البطل، وتعرض السيرة مولد عنترة وبطولته فى صباه وشبابه وحبه لابنة عمه وحمايته لقبيلته ضد القبائل المنافسة لها وما فرضه عليه عمه لقاء زواجه بعبلة من أعمال شديدة الخطر جشّمته الرحلة إلى العراق وملازمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015